Wednesday, February 15, 2006

أريج الياسمين يحكي تاريخ دمشق


تزهو دمشق ببيوتها القديمة ويقال أن أريج ياسمينها يسامر النجوم في ليالي الصيف ولكن هذا الجزء من تاريخ المدينة يكابد الهموم اليوم.تلك الوردة البيضاء الصغيرة استطاعت أن تقاوم عوامل الزمن الذي استطاع أن يأتي على جزء كبير مما يحميها من جدران تلك البيوت الأثرية التي سجلت لدى اليونسكو وأصبحت جزءا من التراث العالمي. الزمن ترك المدينة وبيوتها تشكو نقص الموارد المالية اللازمة لترميمها الياسمين هو أحد أهم خصائص البيوت في الجزء الأثري من مدينة دمشق التي تغنى بها الشعراء العرب وبينما يعيش الياسمين على القليل من الماء يغطي الغبار الزخارف والتصميمات الهندسية التي تعود إلى عود عربية أموية أو مملوكية وعثمانية أو تصميمات أوروبية تم استقدامها لتزين بيوت دمشق التي كانت إحدى المدن التي احتضنت عاصمة الخلافة الإسلامية وتزخر دمشق القديمة بالقصص الفريدة حيث عاش في أحد بيوتها قادة ومشاهير مثل قائد الثورة الجزائرية الأمير عبد القادر الجزائري وجين ديبكي سلسلة النبلاء الإنكليز التي تزوجت شيخ قبيلة بدوي وأمضت بقية حياتها في دمشق القديمة وأدخلت إلى مجموعة الزهور التي تزرع فيها الزهرة التي يسميها
الدمشقيون بالماغنوليا
ويقول رائد جبري أنه عمل بجهد على تحقيق حلمه بإحياء بيت جده الذي بني في العام 1737 وأقام فيه ملك العراق فيصل واجتمع فيه
مناهضو الانتداب الفرنسي القرن الماضي وقال جبري أن التكلفة التقديرية لبيت بحجم بيتهم الذي تقدر مساحته بحوالي 1200 متر مربع حوالي 30 مليون ليرة سورية (600 ألف دولار) ولكنه قرر أن يستثمر البيت كمقهى ومركز لعرض الأعمال الفنية والإنترنت والندوات
الثقافية لتغطية تكلفة ترميمه
وتبنى البيوت الدمشقية جميعها على نفس المبدأ حيث يقع الإيوان وهي غرفة للجلوس في الجهة الجنوبية والى جانبيه غرفتان تدعيان البراني وهو أقرب إلى الباب الخارجي لاستقبال الضيوف والجواني للجلوس والمنامة بالإضافة إلى ملاحق الدار. أما باحة الدار الداخلية فتتوسطها بركة ماء بينما تزين أشجار وأزهار أهمها الياسمين والوردة الشامية الحمراء الجدران المحيطة وتطل عليها شبابيك ومشربيات خشبية بزخارف متنوعة. وتبنى البيوت عامة من طابقين ولكن مساحاتها تتفاوت كثيراً من بيوت كبيرة ومتوسطة وأشبه بالقصور مثل قصر العظم ومكتب عنبر الذي يسمى الآن بقصر الثقافة وهما من ممتلكات الدولة السورية وهما مفتوحان للعامة. ومن الزخارف التي تزين الجدران ما يدعى بالأبلق والأملق وهي أحجار محفورة وفق خطوط هندسية مغطاة بطين ملون بينما يلبس السقف بما يسمى بالعجمي وهو خشب جوز نقع في الماء والكلس لمدة ثماني سنوات ونشف لمدة أربع سنوات قبل الشروع بزخرفته. وثمة أنماط أخرى للزخرفة كالأوروبي الذي يتمثل بحجارة الرخام تزينها رسومات دقيقة كأغصان الأشجار. وتضم دمشق القديمة حوالي 6000 منزل بالإضافة إلى الجوامع والكنائس
والحمامات الأثرية
ويقول نعيم ضابطة المسؤول عن دائرة لجنة حماية دمشق القديمة أن جهود محافظة مدينة دمشق
تنصب الآن على الحفاظ على مدينة دمشق القديمة وتحسين البنى التحتية من المياه والكهرباء والهاتف وترميم الواجهات. وقال: "نحن نريد أن تعيش المدينة كما هي بأهلها وسكانها ومرافقها ولا نريدها أن تتحول إلى منطقة سياحية خاصة للمطاعم فقط. لا نريدها أن تبقى بدون حياة خلال النهار"

2 comments:

Anonymous said...

عزيزتي ... كلنا ننزف في عشق الشام
مرور سريع .. لأنه كان صدفة ، رائع أن نعشق الوطن بكل اللغات و .. بالصمت !
آه .. تنهيدة ولهٍ لا أكثر .. و لي عودة

نائل خليل
سوري مغترب ( مؤقتاً ) بالسعودية / الدمام

Anonymous said...

Dear Soraya,
Thak you for reminding us of the wonderful aspects and great values encompass of our beloved old city. I think the old city is what really left for us to celebrate and proud of. All new sections of towns are a distasteful to the eyes and do not have the originality or the soul. I asked one friend last year why the prices of properties in Abo Romaneh is so high, he told me because there is only one abo Romahe, they could not build another one, and I think there is only one Old Damascus and now we hear that they are going to cut big section of it. I feel sad about the recent news and feel sad for hose thousands who will be affected and displaced by this action.